لم تأت عادة تدليك الطفل الرضيع ودهن جسده بالزيت، والتي اعتادت عليها بعض الشعوب الشرقية الآسيوية القديمة من فراغ، فعملية تدليك الطفل الرضيع لها فوائد كثيرة عرفتها تلك الشعوب قبل أن يتعرف على منافعها العالم الغربي في السبعينيات من القرن الماضي، وأثبتت الأبحاث والدراسات عددا لا يُحصى من الفوائد الصحية والعاطفية على كل من الأم والطفل.
لا تقتصر فوائد تدليك الطفل الرضيع على الطفل المولود بشكل طبيعي من حيث وقت الولادة، بل تمتد آثارها الايجابية إلى الأطفال الخُدّج (الذين يولدون قبل أوانهم)، حيث تشير أحدث الدراسات المتعلقة بهذا الأمر إلى أن الأطفال الخُدَّج الذين خضعوا لجلسات تدليك خاصة ثلاث مرات يوميا لفترة زمنية مدتها خمس عشرة دقيقة، اكتسبوا وزناً إضافياً بنسبة لم تقل عن 47 في المائة.
وأثبتت نتائج عدد من الدراسات الأخرى أن لتدليك الرضيع فوائد جمّة منها: تقوية الجهاز المناعي، تعزيز نمو الجهاز العصبي، تنشيط الدورة الدموية، والتقليل من آلام المغص وأن تدليك جسم الطفل الرضيع يوميا بعد الاستحمام يساعده على النوم بشكل جيد، وبمعدل أسرع، ويجعله أقل اهتياجاً.
من هذا المنطلق، ازداد تقبل الأطباء والخبراء المختصين لهذه الخطوة الجديدة في عالم العناية بالأطفال، وأصبحت من الأساسيات المهمة المتبعة في مراكز العناية بالطفل، وجزءا لا يتجزأ من عملية التثقيف المتعلقة بالحمل والولادة.
الرأي الطبي بدأت البحوث الطبية والعلمية الهادفة إلى اكتشاف فوائد عملية تدليك الطفل الرضيع في عام،1986 حيث قام الخبراء بعمل مساج لمجموعة من الأطفال الرُّضّع من حديثي الولادة وأظهرت النتائج أن أطفال المجموعة التي تلقت عمليات التدليك قد ازداد وزنهم بنسبة 50 في المئة مقارنة بأطفال المجموعة التي لم تحصل على تدليك، كما ذكر أن الأطفال الذين استفادوا من التدليك قد خرجوا من المستشفى قبل ستة أيام من الموعد المحدد للخروج.
وربما كان للتدليك دور في تعجيل اكتساب أولئك الأطفال للوزن، وذلك بسبب دوره في تحفيز إفراز هرمون الأنسولين، وهرمونات أخرى من شأنها السماح للأطفال بالاستفادة من كمية أكبر من الطاقة الناتجة عن الحليب، أما التقارير ذات الصلة بتدليك الأطفال فتؤكد على الفوائد العديدة لهذه العملية، وأن للتدليك دورا في تنشيط الدورة الدموية، ناهيك عن الأثر العاطفي والجسماني الإيجابي على الطفل، ومن أحدث نتائج الدراسات التي أجريت في هذا المجال، أن تدليك الرضيع قد يجعله أكثر ذكاءً، ومن شأنه أيضا أن يحفز من عملية التعلم.
شروط مهمة ورغم فوائده الكثيرة، ينبغي أن يتم تدليك الطفل الرضيع في وجود بعض الشروط الخاصة، وهي شروط قد تختلف أهميتها من طفل لآخر بناءً على الفوارق الشخصية والصحية، وهذه الشروط هي:
الوقت من الأفضل تخصيص وقت خاص بعملية التدليك حتى يعتاد عليه الطفل، وسواء كان التدليك هو أول عمل تقومين به في الصباح، أو بعد الاستحمام، أو قبل النوم، فإن الاختيار يعود إليكِ عزيزتي الأم.
درجة الحرارة تأكدي دائما من أن الغرفة دافئة، وذلك منعا لإصابة الطفل بالبرد جرّاء خلع ثيابه.
الإضاءة يفضل أن لا تكون الإضاءة قوية جدا، وأن لا تكون مسلطة على وجه الطفل، فهذا يزعجه.
زيت التدليك أشارت نتائج الدراسات إلى أن الطفل يشعر بالارتياح عند تدليكه بالزيت، لكن أي نوع من الزيوت هو
الأفضل؟ يوصي العديد من خبراء التدليك باستخدام الزيوت النباتية كزيت الزيتون، وليس بالضرورة الاعتماد على زيت الأطفال فقط، فالزيوت النباتية سهلة الامتصاص في الجلد، وسهلة الهضم في حال قام الطفل بمص إصبعه المدهونة بالزيت، أما الزيوت المعدنية، مثل زيوت الأطفال التي تباع في الأسواق، فلا يتم امتصاصها تماما، وينصح الخبراء باستخدام زيت اللوز اللطيف على الجلد.